الأربعاء، 27 أغسطس 2008

الحب الأعمى والجنون ...


فى قديم الزمان ‏حيث لم يكن على الأرض بشر بعد
‏كانت ‏الفضائل والرذائل , تطوف العالم معاً ‏وتشعر بالملل الشديد
.‏ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية، اقترح الإبداع لعبة وأسماها الاستغماية
.

‏أحب الجميع ‏الفكرة والكل بدأ يصرخ ‏أريد أنا ان أبدأ .. أريد انا ‏أن أبدأ.
‏الجنون قال - أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد ‏وأنتم ‏عليكم مباشرة الاختفاء

،

‏ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ يعد : ‏واحد , اثنين , ثلاثة.
‏وبدأت الفضائل والرذائل ‏بالاختباء.
‏وجدت ‏الرقه ‏مكاناً لنفسها فوق ‏القمر
‏وأخفت ‏الخيانة ‏نفسها في كومة زبالة
‏وذهب ‏الولع ‏بين الغيوم
‏ومضى ‏الشوق ‏إلى باطن الأرض
‏الكذب ‏قال بصوت عالٍ - سأخفي نفسي تحت الحجارة
ثم ‏توجه لقعر البحيرة

‏واستمر ‏الجنون تسعة وسبعون , ‏ثمانون , واحد ‏وثمانون
،

‏خلال ذلك ‏أتمت كل الفضائل والرذائل ‏تخفيها
.‏ماعدا ‏الحب ‏كعادته لم يكن ‏صاحب قرار وبالتالي لم يقرر ‏أين يختفي،‏وهذا غير مفاجيء ‏لأحد ,
فنحن نعلم كم هو صعب ‏إخفاء الحب

.‏تابع ‏الجنون - ‏خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون
‏وعندما ‏وصل ‏الجنون ‏في تعداده الى - المائة
> ‏قفز ‏الحب‏وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها


‏فتح ‏الجنون ‏عينيه ‏وبدأ البحث صائحاً - أنا آتٍ ‏إليكم , ‏أنا آتٍ إليكم
‏كان ‏الكسل ‏أول من ‏انكشف لأنه لم يبذل أي جهد في ‏إخفاء نفسه
‏ثم ظهرت ‏الرقّه‏المختفية في القمر
‏وبعدها خرج ‏الكذب ‏من قاع البحيرة مقطوع النفس
‏واشار الجنون على ‏الشوق‏ان يرجع من باطن الأرض

الجنون ‏وجدهم ‏جميعاً واحداً بعد الآخر، ‏ماعدا ‏الحب... ‏كاد يصاب بالإحباط واليأس في بحثه عن ‏الحب
واقترب الحسد من الجنون , ‏وهمس في أذنه قال - ‏الحب ‏مختـفيـاً بين شجيرة الورد
إلتقط ‏الجنون ‏شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في ‏طعن شجيرة ‏الورد بشكل طائش

ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب
‏ظهر ‏الحب من تحت شجيرة الورد ‏وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من ‏بين أصابعه
‏صاح ‏الجنون ‏نادماً - يا إلهي ماذا فعلت بك ؟
لقد افقدتك بصرك... ‏ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك ‏البصر ؟

‏أجابه ‏الحب - ‏لن تستطيع إعادة ‏النظر لي , لكن ‏لازال هناك ما تستطيع ‏فعله لأجلي
(كن دليلي)
‏وهذا ماحصل من يومه
يمضي ‏الحب ‏الأعمى ‏يقوده ‏الجنون

ليست هناك تعليقات: